سجن قارا بمكناس: لغز تاريخي وسياحي مغربي
مقدمة
يُعد سجن قارا أحد أكثر المعالم التاريخية غموضًا في المغرب، وهو معلمة أثرية بارزة تقع في مدينة مكناس. يعود تاريخ بنائه إلى عهد السلطان المولى إسماعيل في القرن الثامن عشر، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي جعله رمزًا للأساطير والقصص الغامضة. في هذا المقال، سنستكشف تاريخ السجن، تصميمه المعماري، الغموض الذي يحيط به، وتأثيره على السياحة في المغرب.
1. نبذة عن سجن قارا
1.1 موقع السجن
يقع سجن قارا داخل القصبة الإسماعيلية في مدينة مكناس، وهي واحدة من أعرق المدن التاريخية في المغرب. تحتضن هذه القصبة العديد من المعالم التي تعود إلى عصر السلطان المولى إسماعيل، الذي جعل من مكناس عاصمة لمملكته.
1.2 سبب التسمية
يرجع اسم السجن إلى سجين برتغالي يُدعى "قارا"، كان خبيرًا في شؤون البناء والهندسة. يُقال إن السلطان المولى إسماعيل وعده بإطلاق سراحه إذا تمكن من بناء سجن ضخم يتسع لأكثر من أربعين ألف سجين. وبالفعل، أنجز قارا هذا المشروع الضخم، لكن يُشاع أن السلطان لم يوفِ بوعده، مما أضاف طابعًا مأساويًا للأسطورة التي تحيط بالسجن.
1.3 استخداماته التاريخية
خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، كان سجن قارا يُستخدم لاحتجاز المعارضين السياسيين والأسرى الذين تم أسرهم خلال العمليات الجهادية البحرية. وقد كان السجن بمثابة مركز احتجاز للأسرى الأوروبيين الذين وقعوا في قبضة الجيوش المغربية خلال تلك الفترة.
2. التصميم المعماري الفريد لسجن قارا
2.1 شبكة معقدة من الأقبية والممرات
يتميز سجن قارا بتصميم معماري فريد يجعله مختلفًا عن السجون التقليدية. فهو عبارة عن شبكة معقدة من الأقبية والدهاليز المتشابكة، ما جعله أحد أكثر الأماكن رعبًا وغموضًا.
![]() |
سجن قارا بتصميم معماري |
2.2 عدم وجود نوافذ أو أبواب
من أبرز ميزات السجن أنه لا يحتوي على نوافذ أو أبواب واضحة، مما جعل الهروب منه أمرًا مستحيلًا. هذه الخاصية ساهمت في زيادة الغموض الذي يحيط بالسجن، حيث يُقال إن الداخل إليه قد لا يتمكن من العثور على مخرج بسهولة.
2.3 التهوية والإضاءة
رغم غياب النوافذ، إلا أن السجن كان مصممًا بطريقة تضمن وجود تهوية داخلية كافية، وهو ما يُعد إنجازًا هندسيًا مذهلًا في ذلك العصر.
![]() |
التهوية والإضاءة في سجن قارا المغرب |
3. أساطير وخرافات تحيط بالسجن
3.1 متاهة لا نهاية لها
من بين الأساطير الأكثر شهرة حول سجن قارا أن ممراته لا نهاية لها، وأن من يدخله قد يفقد طريقه للأبد. يعتقد البعض أن السجن يمتد لمساحات واسعة تحت الأرض، وربما يصل إلى مناطق بعيدة خارج مدينة مكناس.
3.2 الأرواح الشريرة واللعنات
يروي السكان المحليون والزوار العديد من القصص عن سماع أصوات غريبة داخل السجن، ويُقال إنه مسكون بالأرواح الشريرة. كما تُحكى قصص عن اختفاء أشخاص دخلوا لاستكشافه ولم يعودوا أبدًا، مما عزز سمعته كمكان غامض ومرعب.
3.3 اللغز غير المحلول
رغم المحاولات العديدة لدراسة السجن ومعرفة أسراره، لا يزال جزء كبير من تاريخه غامضًا. لم يتمكن المؤرخون من تحديد مدى امتداد السجن تحت الأرض بدقة، مما جعل الأساطير تحيط به أكثر فأكثر.
4. سجن قارا كمزار سياحي
4.1 أهمية السجن في السياحة المغربية
يُعد سجن قارا اليوم واحدًا من أهم المعالم السياحية في مكناس، ويجذب آلاف الزوار سنويًا من داخل المغرب وخارجه. يعشق السياح المغامرون استكشافه بسبب طابعه الغامض، مما يجعله وجهة فريدة لعشاق السياحة التاريخية.
4.2 تجربة الزوار
عند زيارة السجن، يخوض السياح تجربة فريدة من نوعها، حيث يسيرون داخل ممراته الضيقة ويشعرون بالأجواء المرعبة التي تحيط به. بعضهم يفضل زيارة المكان برفقة مرشد سياحي لفهم تاريخه وأبعاده المعمارية، بينما يحب البعض الآخر استكشافه بمفردهم لخوض مغامرة حقيقية.
4.3 دور السجن في الترويج للسياحة التراثية
يلعب سجن قارا دورًا مهمًا في تعزيز السياحة الثقافية والتراثية في المغرب، حيث يعكس فترة تاريخية مهمة من تاريخ البلاد. كما أنه يسهم في إبراز عبقرية الهندسة المغربية التقليدية، التي تمكنت من بناء مثل هذا السجن المعقد دون الحاجة إلى الوسائل الحديثة.
5. الخلاصة
يُعد سجن قارا بمكناس واحدًا من أكثر المعالم التاريخية غموضًا
وإثارة في المغرب. بفضل تاريخه المثير، وتصميمه الفريد،
والأساطير التي تحيط به، أصبح هذا السجن نقطة جذب
سياحية لا تُفوَّت. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ، أو تبحث عن
مغامرة غير تقليدية، فإن زيارة سجن قارا ستمنحك تجربة لا
تُنسى.
هل لديك الجرأة لاكتشاف أسرار سجن قارا
بنفسك؟
إرسال تعليق
هل أعجبك المقال؟
شاركنا رأيك في التعليقات! نسعد بقراءتها ونتفاعل مع كل الآراء والمقترحات.
إذا كانت لديك تجربة مماثلة أو معلومات إضافية، فلا تتردد في مشاركتها معنا.